الفبركة الإعلامية إحدى سبل الدعاية الكاذبة

الفبركة الإعلامية إحدى سبل الدعاية الكاذبة

  • الفبركة الإعلامية إحدى سبل الدعاية الكاذبة

افاق قبل 2 سنة

الفبركة الإعلامية إحدى سبل الدعاية الكاذبة

المحامي علي ابوحبله

تعد الفبركة الإعلامية إحدى سبل الدعاية الكاذبة والتضليلية للخصوم او للتغطية على فشل سياسي أو حربي ،و أسلوب حياة لبعض المؤسسات الإعلامية والصحفية المتاجرة ، لإقناع جهات على جهات أخرى و بما يدبر لها من مكائد وهذه المفبركات ربما تكون سببا في هزيمة البعض وتشكيكه بمبادئه ومعتقداته الوطنية والمجتمعية ، وزرع بذور الشك في نفوس أفراد المجتمع وفي شرعية قضاياهم وتخلخل الإيمان بها في حال انطلت عليهم تلك الأخبار الكاذبة .

بعض الوسائل إعلامية، تخصص غرفة عمليات لفبركة الأخبار على المقاس، وتصوير الريبورتاجات، وتمثيل مشاهد تضمن في أشرطة وثائقية، وتسجيل شهادات للرأي العام مدفوعة الثمن وغيرها من الممارسات اللاأخلاقية .

الفبركة وسيلة اعتمدت عليها منذ بداية الحروب القديمة عبر مفهوم الإشاعة ليتطور في الزمن الحالي عبر وسائل الاتصال الحديثة من فضائيات و انترنت وتك تاك وغيرها من المطبوعات ، بهدف تحقيق نصر قبل شن الحرب و خلالها و بعدها ، ولعل أبرز التطورات المتسارعة كانت في تقنية و تكنولوجية وسائل الإعلام ونظم الاتصالات ، وأصبح العالم قرية كونية صغيرة، ودخلت قوة وسائل الاتصال والإعلام كقوة جديدة من القوى الأساسية للدول الحديثة والتي نشطت في السنوات الأخيرة لوجود وسائل سريعة تم الاعتماد عليها وأصبحت إستراتيجية مهمة تعتمد على التدليس لافتقارها للمهنية الأخلاقية عند البعض فيها ، وتعتمد الفبركة وسياسة التضليل عادة على عنصر المفاجأة في خلق الفزاعه الاعلاميه ، بحيث إن الجهة المستهدفة لا تجد عادة الوقت الكافي للرد أو تبديد الفبركة الاعلاميه ، بسبب سرعة القرارات السياسية والعسكرية التي تتبع تصاعديا شرارة انطلاقها و يتحول التركيز إلى الإجراءات التصعيدية التي تتخذها الجهة الباغية على الأرض.

دائماً ما يكون الإعلام الأصفر أو الماكينة الإعلامية الكاذبة التي تخدم مصالح بعض الحكومات أو الأحزاب والقوى والفصائل أو الجهات بشكل سالب ولها دور كبير وبارز في قلب الطاولة أو تغيير مسار الثورات أو تأجيج وتأليب الرأي العام ضد دول أو شخصيات و انتشار رائحة النتن الإعلامي سبيلا لتأجيج الفتن السياسية والاجتماعية بين أبناء النسيج الواحد، وبمثابة إعلان حرب نفسية والخبر الكاذب يلعب دور البطولة فيها ،ان التطور التقني زاد من إمكانية التضليل والخداع اضعافاً مضاعة ، ولم يقلصها، ولم تعد الشكوى في الأغلب من حجب المعلومات أو إخفائها، بل من سيلها العارم وتضاربها؛ إذ يعاني المتلقي التدفق الكثيف والمتواصل للمعلومات، ويصبح ضروريًّا أن يقوم بفرزها، إذا كان يريد بالفعل الوصول إلى الحقائق، وهو ما يستدعي بذل مجهود كبير في التحقق والتدقيق، وتقديم الشك والتساؤل حول كل معلومة.

إن وسائل الاتصال الاجتماعي أصبح مكانًا ملائمًا لنشر الشائعات وفبركة الأخبار والصور، وصار خزانًا إستراتيجيًّا لوسائل الإعلام التقليدية، على مستوى الأخبار والمقاطع المصورة المفبركة، وهو بالطبع لا ينفصل عن التأثيرات المالية والإعلامية خارجه، وقد وضعت وسائل الإعلام التقليدية أقدامها فيه؛ لتبث أخبارها لرواده، ونجومها يتصدرون قائمة الأكثر متابعة في شبكات الإعلام الجديدة المختلفة.

ولذا لا يجب أن تصدق كل ما يقال في وسائل الإعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ، وضرورة التيقن من المعلومة والسعي لمواجهة الأخبار المفبركة وضرورة مواجهة الأخطار التي تواجه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وتفويت الفرصه على مطلقي الإشاعات والتصدي لماكينات الدعاية المغرضة وأن يسخر العقل في ما يسمعه ويتابعه، و بعث ثقافة التحقق من الخبر، بمعنى أن تتحول من مجرد متلق سلبي إلى فاعل، من خلال التحليل والتفسير والتوثيق، لنصل إلى الحقيقة ولا تنجرف وراء كل خبر كاذب لا قيمة له، وتجعل منه طريقة لشق الصفوف.

 

التعليقات على خبر: الفبركة الإعلامية إحدى سبل الدعاية الكاذبة

حمل التطبيق الأن